اخبار العراق الان

احتج العديد من طلبة الدراسات العليا في العراق بعد حرمانهم من مقاعدهم التي ظفروا بها لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه في بلاد لا يزال واقع التعليم فيها يتراجع على نحو مخيف. ويعيد النظام الالكتروني في التقديم على الدراسات العليا، الى الاذهان الفوضى التي يتسبب بها أي نظام الكتروني يُعتمد حديثا في البلاد وآخرها الانتخابات. ويحتاج القائمون على الانظمة الالكترونية في وزارة التعليم العالي الى دورات مكثفة وهو امر لم يتوفر كما يقول موظفون في الوزارة. وقال مسؤول كبير في وزارة التعليم العالي "الكثير من الطلبة حرموا بسبب اخطاء في الاستمارة الالكترونية...لم نتحسب لهذا الامر..نعتذر عن هذا الامر.انا اشعر بالخجل". وذكر مدققون في الاستمارات الالكترونية أن الكثير من الاستمارات تم تدقيقها وتم قبول اصحابها على الرغم من انها غير مستوفية للشروط. وقالت احدى المدققات وطلبت عدم نشر اسمها "نحن لا نعرف الصيغة بالضبط..لا نعرف كيف نتعامل مع الاستمارات التي فيها اخطاء؟". وتابعت "هل يتحمل الطلبة اخطاء الاستمارات؟ ام المدققون؟". ومن شأن الفوضى التي تسبب بها النظام الالكتروني أن يسهم في تراجع واقع التعليم في البلاد مثلما هو الحال بالنسبة لوزارة التربية. وتبدو قصة الطالبة سحر الاكثر غرابة في تاريخ التعليم العالي في العراق. وقالت سحر "امتحنت وحصلت على المرتبة الاولى، ثم اجروا لي المناقشة وتفوقت فيها..بعدها قالوا لي ان استمارتك فيها خطأ وانكِ خسرت مقعدكِ". واضافت "هل هكذا يكافئوننا؟ هل يريدون كسر معنوياتنا وطموحنا وهدم مستقبلنا لانه وقع خطأ غير مقصود في استماراتنا التي هم قبلوها؟". وقالت "بعدما كنت سعيدة اصبحت الآن حزينة..ليس على نفسي فقط بل على اولئك الذين هم نفس موقفي، ثم يأتي البعض ويقول لماذا تودون الدراسة في الخارج". واستدركت مخاطبة وزير التعليم "راجعنا كل المعنيين وقالوا ان الاخطاء في الاستمارة الالكترونية وتصحيحها يتحملها وزير التعليم نفسه". ودعا الطلبة الذين تم اجراء المقابلة معهم الى وزير التعليم الى اعادة النظر بما حصل من فوضى، وقالوا إنه يتعين النهوض بواقع التعليم لأنه في تراجع خطير. شارك في التغطية: سلمان علي الونداوي وايهاب سعيد، تصوير: كريم تحسين. تحرير: احسان الربيعي