اخبار العراق الان

قبل زيارة ابن سلمان للصين ... السعودية تتحدث عن وساطة صينية مع ايران

قبل زيارة ابن سلمان للصين ... السعودية تتحدث عن وساطة صينية مع ايران
قبل زيارة ابن سلمان للصين ... السعودية تتحدث عن وساطة صينية مع ايران

2019-02-21 00:00:00 - المصدر: قناة الغدير


وأكد جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية /التي تعد احدى الصحف الكبيرة القريبة من السلطة السعودية/، أنه لا يستبعد أن تقوم الصين بالوساطة لحل الخلاف القائم بين إيران والمملكة.

وقال الذيابي في اتصال هاتفي مع وكالة "سبوتنيك" الروسية ، إن كل شيء جائز في عالم السياسة، لأنها فن الممكن، مشيرا إلى أن الوساطات من حيث المبدأ السياسي غالبا مقبولة، مشيرا الى انه، "لا أستبعد أن تعيد الصين طلب 2017 مجددا، فِي حال تأكدها من إرادة الجانبين لحل الخلاف، والقبول بوساطتها".

وعدّ الذيابي، ان "الصين دولة كبيرة ، وأن المحادثات بين ولي العهد السعودي والرئيس الصيني، ربما تتطرق إلى أمن الإقليم وتعزيز الاستقرار من خلال الحوار والمشاورات".
 
واختتم الذيابي، أن الصين دولة عظمى، وتتمتع بعلاقات قوية مع (السعودية وإيران).

من المعروف في السعودية ان التصريحات الاعلامية التي يدلي بها الصحفيون البارزون، يجب ان تنسجم مع التوجه السياسي السعودي، ومن يخالف هذا النهج بالتأكيد سيتعرض الى المساءلة وربما الى القتل بعدة طرق، اما عن طريق المحاكمات الصورية التي تجري في داخل السعودية، او عن طريق الاغتيال في داخل السعودية او في اي دولة اخرى يمكن ان يذهب اليها الصحفي، وما جرى للصحفي البارز جمال خاشقجي من عملية قتل بشعة تؤكد هذا الامر.

ان صحيفة عكاظ السعودية تعد قريبة من التيار السلفي في السعودية وهي اهم صحيفة على الاطلاق، لانها تعتبر ناطقة باسم السلطة السعودية، لهذا فان من يرأس قرار هكذا صحيفة لابد له ان يكون بمرسوم ملكي او اميري من ولي العهد، وهذا الامر ينسجم مع النهج السعودي في السيطرة على مخرجات كل وسائل الاعلام ولكي لا تخرج من المنظومة السعودية التي تمجد السلطة كيفما كانت هذه السلطة .

وجميل الذيباني يعد من الصحفيين المقربين على السلطة، وقد عين لرئاسة تحرير عكاظ بامر من وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي في حزيران عام 2015، ليصبح رئيس التحرير الـ 14 للصحيفة .

وشغل الذيباني العديد من المناصب في جريدة الحياة كمدير تحرير ثم مديرا اقليميا للجريدة في المنطقة الغربية ، الى ان تولى منصب رئيس تحرير مساعد منذ العام 2011 .

وهو حاصل على ماجستير في الدبلوماسية والإعلام من جامعة وستمنستر بريطانيا، ودراسة العلاقات الدولية في جامعة ريدنق في بريطانيا.

وبدأ عمله الصحافي في جريدة الشرق الأوسط ثم مديرا لمكتب تلفزيون ال بي سي في السعودية ثم مسؤولا لتحرير صحيفة الحياة ومديرا للتحرير الى ان شغل موقع المدير الاقليمي للصحيفة بالمنطقة الغربية منذ العام 2002 الى العام 2005 .

صحفي مثل الذيباني لا يمكن له ان يتطرق لهكذا موضوع حساس له علاقة بايران وفق الحسابات السعودية اذا لم يكن بايعاز من السلطات السعودية، سيما وان بن سلمان يعد العدة لزيارة الصين .

ان خروج هكذا انباء من صحفيين سعوديين بارزين ، بهكذا تصريحات وقبل زيارة بن سلمان الى الصين، تؤكد الرغبة السعودية بفتح ابواب الحوارات مع ايران، وان عبر هذا الامر بشيء، فانه يعبر عن شعور سعودي بعدم قدرتها على مجاراة ايران وعدم القدرة على الاضرار بها رغم المحاولات والاستهدافات الكثيرة التي قامت بها السلطات السعودية ضد ايران.

كما ان هذا الامر يعد اعترافا رسميا من السعودية بقدرة ايران وتأثيرها على المنطقة، وتأثيرها على الاحداث فيها، وخاصة الاحداث التي تجري حاليا في اليمن، اذ لا يستبعد ان تكون هذه التصريحات هي مقدمة لكي تطلب السعودية من ايران اخراجها من مستنقع اليمن الذي وضعتها به امريكا واستنزفت اموالها .

في المقابل ومن المعروف والوضح حسب السياسة التي تنتهجها ايران، فالمعتقد انها لن تمانع في فتح اي حوار مع السعودية من منطلق سعيها الحثيث لاستقرار المنطقة، وهذا السعي عبرت عنه ايران في كثير من المواقف، اهمها موقفها من الحرب التي فرضت على العراق وسوريا من قبل عصابات داعش الارهابي.

ولا يستبعد ان يكون هذا التقارب الذي تريده السعودية قد تم بايعاز امريكي، سيما وان الانباء المؤكدة التي خرجت من البيت الابيض توصلت الى انه من مصلحة امريكا ان تنهي الدواعش الارهابيين من سوريا، وفشلها في ايجاد جغرافيا عسكرية لها في العراق لاستهداف ايران، وحينها ليس امامها الا دفع السعودية لفتح حوارات مع ايران التي تعد اهم واقوى دولة في الشرق الاوسط، وقادرة على تسيير خطوط الاحداث وحسب سياستها .