اخبار العراق الان

كيف قتلت تركيا 15 ألف كوردياً ونهبت ممتلكاتهم؟

كيف قتلت تركيا 15 ألف كوردياً ونهبت ممتلكاتهم؟
كيف قتلت تركيا 15 ألف كوردياً ونهبت ممتلكاتهم؟

2019-02-21 00:00:00 - المصدر: شفق نيوز


شفق نيوز/ عقب هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتوقيعها معاهدة سيفر  (Treaty of Sèvres)تخلى العثمانيون عن جزء هام من ممتلكاتهم السابقة، حيث اتجه الحلفاء لتجريد الدولة العثمانية من جميع الأراضي التي يقطنها غير الناطقين باللغة التركية، وعن طريق البندين 62 و64 من الجزء الثالث من الاتفاقية حصل الكورد على وعود بإنشاء وطن مستقل لهم شرقي الأناضول.

في غضون ذلك، رفض عدد من القوميين الأتراك بقيادة مصطفى كمال أتاتورك (Mustafa Kemal Atatürk)  ما جاء في معاهدة سيفر لتشهد تركيا حربا عرفت بحرب الاستقلال انتهت بتوقيع معاهدة لوزان يوم 24 من شهر تموز سنة 1923 وإلغاء ما جاء في معاهدة سيفر، وبموجب ذلك انهارت السلطنة العثمانية لتحل محلها جمهورية تركيا، ومقارنة بمعاهدة سيفر، كانت معاهدة لوزان مخيبة لآمال الكورد حيث خلت المعاهدة الجديدة الموقعة سنة 1923 من الوعود السابقة التي حصلوا عليها بتقرير المصير وإقامة دولة كوردستان.

ومنذ فترة الحرب العالمية الأولى، قاتل الكورد إلى جانب الجيش العثماني. وخلال حرب الاستقلال التركية، تقرّب مصطفى كمال أتاتورك من الكورد قبل أن يغير موقفه منهم بشكل مفاجئ عقب انتصاراته العسكرية وتوقيعه لهدنة مودانيا (Armistice of Mudanya)  يوم 11 من شهر تشرين الأول سنة 1922.

وخلال مفاوضات لوزان، أعلن ممثل أتاتورك عصمت إينونو (İsmet İnönü) أن الحكومة التركية تعبر عن طموحات الأتراك والكورد معا، مؤكدا على عدم وجود خلافات بين الطرفين وواصفا إياهما بالشعب الواحد.

لكن ومع نهاية حرب الاستقلال، رفضت جمهورية تركيا حديثة النشأة وجود الكورد، معتبرة إياهم أتراكا يسكنون الجبال واتجهت لطمس هويتهم عن طريق إجبارهم على التخلي عن لغتهم الكوردية والتحدث بالتركية بدلا منها. كما عمدت لتغيير أسماء العديد من المناطق وتعويضها بأسماء تركية، وأجبرت العديد من الكورد على تغيير أسمائهم بأخرى تركية بدلا منها، وتزامنا مع ذلك هددت السلطات التركية بحرمان المناطق التي يعارض سكانها هذه القرارات من حقوقهم ومشاريع التنمية.

ومع تواصل سياسة تتريك الكورد، اندلعت خلال شهر شباط سنة 1925 الثورة الكوردية التي عرفت حينها بثورة الشيخ سعيد بيران.

وخلال الأشهر التي سبقت اندلاع الثورة، لعب الشيخ سعيد بيران دورا هاما في لمّ شمل العديد من القبائل الكوردية وفض الخلافات فيما بينها تمهيدا لثورة عارمة ضد الأتراك.

اندلعت ثورة الشيخ سعيد بيران خلال النصف الأول من شهر شباط سنة 1925، وأثناءها دعا الأخير الكورد للتمرد ضد الأتراك لضمان حقوقهم وتأسيس دولة كوردستان. وإضافة لذلك، اتخذت هذه الثورة منهجا دينيا حيث حثّ الشيخ سعيد بيران كل المسلمين المقيمين بتركيا على الثورة ضد النظام التركي الجديد بقيادة مصطفى كمال أتاتورك الذي اتهمه بتدنيس الإسلام.

وبينما ساندت بعض القبائل الكوردية ثورة الشيخ سعيد بيران فضّل البعض الآخر عدم الدخول في نزاع مع تركيا التي وجهت بدورها أصابع الاتهام للبريطانيين متهمة إياهم بدعم الكورد.

وللوهلة الأولى، سيطرت القوات الكوردية التي قدر عددها بعشرات الآلاف على مناطق واسعة بين محافظات موش (Muş) وإلازغ (Elazığ) وبدليس (Bitlis) وآمد (Amed)  وخلال الأيام التالية، فرض الكورد حصارا خانقا على مدينة آمد، المعروفة أيضا بديار بكر، ولكنهم عجزوا عن دخولها بسبب المقاومة الشرسة التي لقوها من الكتيبة التركية المتمركزة بها.

لاحقا، أرسلت السلطات التركية مزيدا من القوات المجهزة بالأسلحة الثقيلة ليتم رفع الحصار عن ديار بكر ولتبدأ بعملية عسكرية واسعة أسفرت عن نهاية الثورة الكوردية واعتقال الشيخ سعيد بيران الذي أعدم شنقا رفقة 52 من رفاقه خلال شهر حزيران 1925.

خلال عملية قمع الثورة، أعدمت القوات التركية آلاف المدنيين الكورد، ودمرت مئات القرى الكوردية. وعلى حسب عدد من التقارير تسببت العملية العسكرية التركية في مقتل أكثر من 15 ألف كوردي، وتدمير 200 قرية، كما اتجه الجنود الأتراك لنهب ممتلكات الكورد.

وفضلا عن ذلك، هجّر المسؤولون الأتراك آلاف الكورد نحو غربي البلاد بينما لجأت العديد من العائلات الكوردية الأخرى نحو المناطق الخاضعة لسيطرة الفرنسيين بسوريا، خوفا من حملات انتقامية قد يشنها الأتراك ضدهم.